ثمانية وثلاثون عضوًا في الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى الكاثوليكي اجتمعوا مساء الأربعاء عبر تقنية الزوم لأكثر من ثلاث ساعات برئاسة رئيس المجلس بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي.
يأتي هذا الاجتماع بعد أن خرجت خلافات أعضاء المجلس خاصة المرشحين إلى نيابة رئاسته إلى العلن . بين سليم جريصاتي وسليم ورده تركّزت الترشيحات وتحوّلت المعركة إلى سياسية رغم محاولات التهدئة. في الاجتماع دان العبسي أسلوب التخاطب الإعلامي وما عكسه من انقسامات. أعلن رفع الغطاء التمثيلي عن المجلس بحيث ما عاد يمثّل الطائفة الكاثوليكية فذهب البعض إلى إقناعه بالعكس للبحث عن إمكانية التوافق. وأمام إصرار البطريرك توالت عدد من الاستقالات على اعتبار أنّ حلّ المجلس غير ممكن قانونًا.
وبعد نقاش طويل حول أهداف عمل المجلس والخلاف حول الانتخابات لا سيّما وأنّ البعض رأى فيها سبيلًا لحجز مكانه في الاستحقاقات السياسية المقبلة، تمّ الاتفاق على تكليف الوزير السابق سليم جريصاتي والنائب جورج عقيص للتحضير لمسودة عمل لدرس إمكانية عودة المجلس إلى العمل خاصةً أنّ عقيص والوزير السابق ملحم الرياشي كانا قد تقدّما باقتراحات تعديل على النظام الداخلي للمجلس ليتحوّل أعضاؤه إلى أصحاب الكفاءة وليس أصحاب المواقع.
وبانتظار التحضير لمسودة تفصل العمل السياسي عن الكنسي، ينفي رئيس المجلس المنتهية ولايته ميشال فرعون اتهامه بأنّه يسعى للتمديد مرة ثالثة مخالفًا القانون بحجة كورونا، قائلًا إنّ ذلك غير ممكن. أمّا عن سليم جريصاتي فيقول فرعون إنّه لم يحظَ بدعم أهل زحلة وبالتالي لا يمكن أن يكون رئيسًا منتخبًا لأنّه ليس توافقيًا.
من جهة أخرى، جريصاتي وعقيص فضلا عدم التعليق لالتزامهما المهمة الموكلة إليهما. إلّا أنّ جريصاتي اصدر بيانًا وصف فيه ما حصل بأنّه درس لن ينساه الكثيرون منّا، خصوصا من خاض معركته ضد طواحين الهواء وعاند الصخر برأسه. المطلوب اليوم والبارحة وكل يوم أن نصبّ الجهد والتصميم على الاهتمام بشؤون ناسنا وشجونهم في هذه الأزمنة الصعبة”.
أمّا البطريرك العبسي فأصدر بيانًا أيضًا قال فيه إنّ حقيقة ما حصل هو رفع الغطاء الكنسيّ عن المجلس الأعلى بسبب الخلافات المستحكمة التي زرعت الفرقة وصدّعت المجلس. وبالتالي لم يعد المجلس الناطق الرسمي باسم الطائفة ولا الممثل لها في لبنان.
كذلك أتى القرار نتيجة انحراف المجلس عن رسالته التي تأسّس من أجلها وهي جمع شمل أبناء الطائفة أوّلًا وأخيرًا ومساعدتهم في ترتيب شؤونهم، وليس شقّ صفوفهم.
كيف سيكون شكل المجلس الجديد؟ لا أحد يملك بعد الجواب على هذا السؤال. لأنّ التصور المفترض أن يخرج عن هذه الأزمة ليس واضحًا بعد. هل سيكون المجلس شبيها بسابقه فتعاد الانتخابات ويعود الصراع وكأنّ شيئًا لم يكن، أم أنّه يتحوّل إلى لجان في هيئة تنفيذية لتجنب الدخول في صراعات على نيابة الرئاسة؟ كل هذا سيوضع على طاولة البحث في المسودة التي يفترض أن تقدّم في الأيام المقبلة في اجتماع ثانٍ. إلّا أنّ الأكيد أنّ رغبة العبسي هي انتشال المجلس من أي صراع سياسي يصرف في استحقاقات المشهد اللّبناني المقبل ربما على محطات مصيرية للطوائف.
جوزفين ديب